تلخص لقطة مانويل جوزيه في وضع يشبه البكاء بعد الهدف الثاني في مرمى أمير عبدالحميد حال جيل من اللاعبين في طريقه للغروب والأفول، والقدرات الفنية لمدير فني حسبناه من المعجزات الكروية!
ويترجم الثلاثي شريف أشرف وشيكابالا وجمال حمزة في لقاء انتركلوب الانجولي حالة جيل صاعد بسرعة الصاروخ للغد.. شروق شمس ظلت في كسوفها الكلي طويلا رغم أن مرور القمر بين الشمس والأرض لا يستغرق سوى دقائق قليلة!
سأبدأ من الشروق لأنني أحب المستقبل واتطلع إلى "بكرة" بشمسه الساطعة، وأهرب من الأمس فهو يوم رحل ولن يعود إلى يوم القيامة.
يا لهذا المهاجم الشاب شريف أشرف!..
كما تاه به المعلق أشرف شاكر اعجابا وهو يصف قدراته المهارية الخطيرة في خلق الفرص، تاهت به نبضات القلوب العاشقة للفن الجميل.
هذا هو الشباب.. قادر على منح الأمل، على اعادة الشباب لمن دخل بيوت الشياب. لمن ملأت التجاعيد وجهه والشعر الأبيض رأسه فظن أنها النهاية.
كما قلت سابقا.. هو ثلاثي من نار. يمرر الكرة كأنها عزف منفرد. لو عاد نزار قباني إلى الحياة وسأل قارئة الفنجان لغيرت كلماتها الحزينة، لقالت له إن حبيبة قلبه هجرت قصرها المرصود وسكنت هذا الزي الأبيض.. من يقترب منها مولود مولود!
كان الزمالك خارقا للعادة في الشوط الأول.. قادرا على الابهار وشد الأنظار.. جمال في الأداء لم نره في كل فرق مصر منذ مدة طويلة. مجموعة من المهارات العالية جدا. سجل ثلاثة أهداف في شوط واحد في مرمى فريق كبير يمتع أفراده بالفكر الكروي الجيد.
تغير الحال في الشوط الثاني بخروج شريف أشرف ففقد مثلث الابهار ضلعا مؤثرا وبتغيرات عشوائية لكرول كأنه يستكثر على الناس فرحتها، وكأنه يكره الموسيقى الجميلة، ويبغض رقص التانجو والسامبا!
كان لابد أن يبقى أشرف.. وأن ينزل عمرو زكي مهاجما صريحا معه يشد من عضده ويقويه. شريف ضيع لوحده ثماني فرص في الشوط الأول، لكنه هو الذي صنعها وهو الذي جلس يغزل بابرة نساج ماهر سجادة الحرير التي تحرك عليها زملاؤه في اتجاه مرمى انتركلوب ليسجلوا ثلاثة أهداف في شوط واحد.
بخروج أشرف ارتاح الدفاع الانجولي وتحرك وشم نفسه وتقدم في اتجاه عبدالمنصف. كان يمكن أن يستمر كرول بتشكيل الشوط الأول، فتغيير اروكسترا منسجمة مغامرة كبيرة، خاصة إذا كان التغيير غير مدروس كأن ينزل طارق السيد في غير مركزه!
عموما لم يكن الشوط الثاني سيئا، فقد استمر الفنانان جمال حمزة وشيكابالا صاحب الهدف الثاني الرائع، في تقديم تابلوهات فن الزمن الجميل مع البديل عمرو زكي الذي حاول وقاتل وضيع فرصة سهلة وكان قريبا جدا من التهديف!
ليت كرول يكف عن التدخل عندما نكون سكارى فوق سلالم من الموسيقى المذهلة، وعلى أمواج بحور من الشعر الموزون!
نأتي إلى الغروب الذي شخصه لنا البكاء الصامت لجوزيه وهو يضع يده على جبينه كالمعددة الأجيرة!
أثبت لنا أمس أنه وهم كبير. لا يصنع من الفسيخ شربات. مثل مصانع سيارات التجميع. لا تقدم ماركة ولا موديلا حديثا، وكل ما تستطيعه هو تجميع أدواتها والتقفيل فقط!
كان بالغ السوء أمس في التشكيل الذي لم يغب عنه لاعب مؤثر، ففتحي حديث عهد بالبيت الأبيض، والنحاس بلغ من العمر عتيا، ولم يبق في حياته الكروية الكثير من الزمن.
والأكثر أن المنافس هش ضعيف.. لا يزال في طفولته الكروية، فعمره لا يزيد عن عشر سنوات. يشارك لأول مرة في البطولات الأفريقية. لم يسبق له الفوز ببطولة الدوري في جنوب أفريقيا، ويجلس حاليا في المركز الحادي عشر في دوري من 16 فريقا فقط!
تصوروا هذا الفريق تلاعب بالأهلي وبجوزيه الذي فاجأ معجبيه ببركات المصاب فكان عالة على الفريق. لم يتحرك ولم يصنع تمريرة عرضية واحدة لمنطقة الصندوق من جهته اليمنى طوال المباراة!
تصوروا.. الأهلي بجلالة قدره لا تقدم جهته اليمنى تمريرة عرضية واحدة طوال 93 دقيقة من الوقت الأصلي وبدل الضائع؟!
هل هذا هو خط دفاع الأهلي. مهلهل مترهل. شادي لا يفعل شيئا. لاعب قصير القامة بشبه شطة لاعب الأهلي الشهير أيام الخطيب وزيزو، يقفز أعلى من الجميع ليأخذ الكرة ويمررها إلى زميله المتابع من أحمد السيد الذي لم يعد يملك في جعبته سوى الضرب وقص أقدام المنافسين بقدمه ويديه، كأنه ينكل بهم متخيلا أنهم الذين أبلغوا عنه!
الزميل لم يكترث بيد السيد ومضى في طريقه ليسجل الهدف الثاني في أمير الذي لا يملك من مزايا الحضري شيئا. ولأن الحضري هو العنصر المؤثر جدا الذي كان قادرا على حفظ ماء وجه جوزيه وتأجيل الغروب، فان شمس هذا الجيل من اللاعبين بقيادة مدربهم البرتغالي تقبع الآن فوق قرن شيطان!
ولأني أعشق الحياة بجمالها واخضرار زروعها أعود إلى الشروق.. مصر الآن تشرق شمسها. يعود ربيعها. هذا هو بلال دياب طالب الفرقة الرابعة بكلية الآداب يقول كلمات بديعة لرئيس وزراء مصر.
بعبقرية المكان والزمان والبشر في مصر التي تكلم عنها جمال حمدان وببلاغة غابت بمغيب عباس العقاد.. قال بلال: يا ريس.. يا ريس.. افرج عن مصر!
هذه هي مصر.. بلد ولادة..
ويترجم الثلاثي شريف أشرف وشيكابالا وجمال حمزة في لقاء انتركلوب الانجولي حالة جيل صاعد بسرعة الصاروخ للغد.. شروق شمس ظلت في كسوفها الكلي طويلا رغم أن مرور القمر بين الشمس والأرض لا يستغرق سوى دقائق قليلة!
سأبدأ من الشروق لأنني أحب المستقبل واتطلع إلى "بكرة" بشمسه الساطعة، وأهرب من الأمس فهو يوم رحل ولن يعود إلى يوم القيامة.
يا لهذا المهاجم الشاب شريف أشرف!..
كما تاه به المعلق أشرف شاكر اعجابا وهو يصف قدراته المهارية الخطيرة في خلق الفرص، تاهت به نبضات القلوب العاشقة للفن الجميل.
هذا هو الشباب.. قادر على منح الأمل، على اعادة الشباب لمن دخل بيوت الشياب. لمن ملأت التجاعيد وجهه والشعر الأبيض رأسه فظن أنها النهاية.
كما قلت سابقا.. هو ثلاثي من نار. يمرر الكرة كأنها عزف منفرد. لو عاد نزار قباني إلى الحياة وسأل قارئة الفنجان لغيرت كلماتها الحزينة، لقالت له إن حبيبة قلبه هجرت قصرها المرصود وسكنت هذا الزي الأبيض.. من يقترب منها مولود مولود!
كان الزمالك خارقا للعادة في الشوط الأول.. قادرا على الابهار وشد الأنظار.. جمال في الأداء لم نره في كل فرق مصر منذ مدة طويلة. مجموعة من المهارات العالية جدا. سجل ثلاثة أهداف في شوط واحد في مرمى فريق كبير يمتع أفراده بالفكر الكروي الجيد.
تغير الحال في الشوط الثاني بخروج شريف أشرف ففقد مثلث الابهار ضلعا مؤثرا وبتغيرات عشوائية لكرول كأنه يستكثر على الناس فرحتها، وكأنه يكره الموسيقى الجميلة، ويبغض رقص التانجو والسامبا!
كان لابد أن يبقى أشرف.. وأن ينزل عمرو زكي مهاجما صريحا معه يشد من عضده ويقويه. شريف ضيع لوحده ثماني فرص في الشوط الأول، لكنه هو الذي صنعها وهو الذي جلس يغزل بابرة نساج ماهر سجادة الحرير التي تحرك عليها زملاؤه في اتجاه مرمى انتركلوب ليسجلوا ثلاثة أهداف في شوط واحد.
بخروج أشرف ارتاح الدفاع الانجولي وتحرك وشم نفسه وتقدم في اتجاه عبدالمنصف. كان يمكن أن يستمر كرول بتشكيل الشوط الأول، فتغيير اروكسترا منسجمة مغامرة كبيرة، خاصة إذا كان التغيير غير مدروس كأن ينزل طارق السيد في غير مركزه!
عموما لم يكن الشوط الثاني سيئا، فقد استمر الفنانان جمال حمزة وشيكابالا صاحب الهدف الثاني الرائع، في تقديم تابلوهات فن الزمن الجميل مع البديل عمرو زكي الذي حاول وقاتل وضيع فرصة سهلة وكان قريبا جدا من التهديف!
ليت كرول يكف عن التدخل عندما نكون سكارى فوق سلالم من الموسيقى المذهلة، وعلى أمواج بحور من الشعر الموزون!
نأتي إلى الغروب الذي شخصه لنا البكاء الصامت لجوزيه وهو يضع يده على جبينه كالمعددة الأجيرة!
أثبت لنا أمس أنه وهم كبير. لا يصنع من الفسيخ شربات. مثل مصانع سيارات التجميع. لا تقدم ماركة ولا موديلا حديثا، وكل ما تستطيعه هو تجميع أدواتها والتقفيل فقط!
كان بالغ السوء أمس في التشكيل الذي لم يغب عنه لاعب مؤثر، ففتحي حديث عهد بالبيت الأبيض، والنحاس بلغ من العمر عتيا، ولم يبق في حياته الكروية الكثير من الزمن.
والأكثر أن المنافس هش ضعيف.. لا يزال في طفولته الكروية، فعمره لا يزيد عن عشر سنوات. يشارك لأول مرة في البطولات الأفريقية. لم يسبق له الفوز ببطولة الدوري في جنوب أفريقيا، ويجلس حاليا في المركز الحادي عشر في دوري من 16 فريقا فقط!
تصوروا هذا الفريق تلاعب بالأهلي وبجوزيه الذي فاجأ معجبيه ببركات المصاب فكان عالة على الفريق. لم يتحرك ولم يصنع تمريرة عرضية واحدة لمنطقة الصندوق من جهته اليمنى طوال المباراة!
تصوروا.. الأهلي بجلالة قدره لا تقدم جهته اليمنى تمريرة عرضية واحدة طوال 93 دقيقة من الوقت الأصلي وبدل الضائع؟!
هل هذا هو خط دفاع الأهلي. مهلهل مترهل. شادي لا يفعل شيئا. لاعب قصير القامة بشبه شطة لاعب الأهلي الشهير أيام الخطيب وزيزو، يقفز أعلى من الجميع ليأخذ الكرة ويمررها إلى زميله المتابع من أحمد السيد الذي لم يعد يملك في جعبته سوى الضرب وقص أقدام المنافسين بقدمه ويديه، كأنه ينكل بهم متخيلا أنهم الذين أبلغوا عنه!
الزميل لم يكترث بيد السيد ومضى في طريقه ليسجل الهدف الثاني في أمير الذي لا يملك من مزايا الحضري شيئا. ولأن الحضري هو العنصر المؤثر جدا الذي كان قادرا على حفظ ماء وجه جوزيه وتأجيل الغروب، فان شمس هذا الجيل من اللاعبين بقيادة مدربهم البرتغالي تقبع الآن فوق قرن شيطان!
ولأني أعشق الحياة بجمالها واخضرار زروعها أعود إلى الشروق.. مصر الآن تشرق شمسها. يعود ربيعها. هذا هو بلال دياب طالب الفرقة الرابعة بكلية الآداب يقول كلمات بديعة لرئيس وزراء مصر.
بعبقرية المكان والزمان والبشر في مصر التي تكلم عنها جمال حمدان وببلاغة غابت بمغيب عباس العقاد.. قال بلال: يا ريس.. يا ريس.. افرج عن مصر!
هذه هي مصر.. بلد ولادة..